بقلم المهندس/ طارق بدراوى
** كورنيش الإسكندرية **
كورنيش الإسكندرية واسمه الرسمي طريق الجيش من أهم معالم الإسكندرية العاصمة الثانية لمصر وكانت هي العاصمة الأولي حتي الفتح الإسلامي لمصر وهو طريق للسيارات والمارة الذين يكثرون عليه سواء في الصيف أو في الشتاء للتمتع بمنظر البحر الأبيض المتوسط وممارسة رياضة المشي والجرى الخفيف خاصة في الصباح الباكر واستنشاق نسيم البحر العليل وهو يربط مابين شرق المدينة من ناحية المنتزة وغربها ناحية قصر رأس العين ويعد أهم شريان مرورى بالمدينة في الإتجاه الأفقي …..
وقد تم بناء الكورنيش في عهد وزارة إسماعيل صدقي باشا مابين عام 1930م وعام 1933م في عهد الملك فؤاد وقوبل قرار بناء الكورنيش بمعارضة شديدة نظرا لتكلفته الباهظة ولكن صدقي باشا وبحق وإن كان غير محبوب من الشعب حينئذ إلا أنه كان رجل سياسة وإقتصاد من الطراز الأول وكانت له نظرة مستقبلية ثاقبة وأصر علي بناء الكورنيش وكان يردد دائما أنه سيأتي زمان سيعلن فيه من عارض بناء الكورنيش أنه كان علي حق وأنه ياليته ضاعف عرضه عدة مرات وبالفعل جاء هذا الزمان وهانحن اليوم نقول ماقاله صدقي باشا منذ أكثر من 80 عاما …..
وقد قام المهندس المصرى عبد الواحد نصير ببناء الجزء الممتد بين الأزاريطة وكامب شيزار وتميز البناء في هذه المنطقة بالدقة وجودة التنفيذ ثم قام المهندسان الإيطاليان دنتمارو وكارتريجيا ببناء الجزء الممتد بين كامب شيزار والمنتزة والذى ظهرت به عيوب بعد إنهاء البناء نظرا لاستخدامهم مياه البحر في عملية البناء بدلا من الماء العذب واستدعي ذلك عمل بعض الإصلاحات لتلافي هذه العيوب وكان عرض الكورنيش في ذلك الوقت 8 أمتار وقد ساهم الكورنيش في إحياء بعض المناطق بالمدينة ووضعها في دائرة الضوء مثل منطقة الإبراهيمية التي كانت منطقة صخرية فتحولت إلي منطقة سكنية للأثرياء من اهل المدينة وأيضا منطقة مصطفي كامل التي كانت معسكرا للإنجليز ففتح طريق الكورنيش المجال أمام اهل المدينة للتمتع بالشاطئ مع الإنجليز كما تم إنشاء الكثير من البلاجات مثل جليم وستانلي والإبراهيمية والشاطبي كما يسر الكورنيش عملية الوصول إلي منطقة محطة الرمل بالسيارات بعدما كان يربطها الترام فقط بباقي المدينة مما شجع الكثيرين للانتقال إليها والسكن فيها وممارسة الأنشطة التجارية المختلفة …..
وقد تم بعد ذلك تطوير الكورنيش وتوسعته عدة مرات لمواكبة حركة المرور المتزايدة عليه ولكن العملية الأكبر والأوسع هي ماكانت في أوائل القرن الحالي الحادى والعشرين علي يد محافظها اللواء محمد عبد السلام المحجوب الذى أحبه أهل الإسكندرية ومازالوا يتمنون عودته محافظا لها وذلك لاهتمامه وحرصه علي حل مشاكل المواطنين ومشاريعه المختلفة في تجميل وتطوير مرافق المدينة ومنها الكورنيش الذى شهد أكبر عملية لتوسعته وانارته وتجديد أرصفته وإعداد اماكن للجلوس علي الأرصفة تغطيها برجولات للتمتع بمنظر البحر وشق انفاق أسفله لعبور المشاه وعمل أماكن كل مسافة تتيح للسيارات تغيير اتجاهها دون إعاقة لحركة المرور وتوفير أماكن لإنتظار السيارات بعيدا عن حركة المرور على الكورنيش وإنشاء كوبرى ستانلي علي خليج ستانلي لتسهيل حركة المرور في هذه المنطقة الضيقة من الكورنيش …..
وتوجد علي طول الكورنيش من شرق مدينة الاسكندرية إلى غربها معالم شهيرة تتميز بها المدينة منها علي سبيل المثال لا الحصر مسجد سيدى بشر وفندق الغور سيزون الذى تم بناؤه مكان فندق سان ستيفانو القديم وقصر الأميرة عائشة فهمي ومسرح سيد درويش ومبنى إدارة جامعة الإسكندرية ومكتبة الإسكندرية وكلية سان مارك العريقة وتمثال السلسلة ومسجد القائد إبراهيم ومحطة الرمل وفندق سيسيل وميدان المنشية وبه النصب التذكارى للجندى المجهول وميدان المساجد الذى يضم مسجدى أبو العباس المرسي والبوصيرى ونادى الكشافة البحرية.